المجموعة: اضواء على ميسان
نشر بتاريخ الجمعة, 22 نيسان/أبريل 2011 15:06
كتب بواسطة: كاظم الرويمي
الزيارات: 7540

 

ميسان في سطور
وردت ميسان بتسميات متعددة ففي السريانية وردت بصيغة (ميشا) وفي العبرية (ميشون) وفي الآرامية( ميش) والفارسية (ميسون) وعلى أية حال فأن مدينة ميسان تعد مدينة موغلة في القدم حيث تشير المصادر التاريخية بأنها بنيت من قبل الأسكندر المقدوني 324 ق.م. في المنطقة التي يلتقي فيها نهر الكارون بنهر دجلة وعرفت قديما باسم( قرخينيا ) المشتق من كلمة كراكس ( Charaxe) والذي يشير إلى الإسكندر المقدوني.
المراحل والحقب
تشير الوثائق التاريخية أن ميسان تقع في منطقة التقاء نهر الكارون بنهر دجلة حيث شكل الموقع المتميز لها نواة لمدينة ومركز تجاري مهم ونقطة التقاء تربط تجارة الشرق بالغرب كما اتخذت كعاصمة لمملكة الإسكندري المقدوني إلا أنها تهدمت بسبب الفيضانات وأعيد بناءها سنة ( 166 ) ق.م. من قبل أحد الملوك السلوقية وهو (هيسباوسينس) .
تأسست دولة ميسان في عهد الملك السلوقي ( أنديخوس الرابع ) وتولى حكم مملكة ميسان تسعة عشر ملكا , واحتلت من قبل الفرس سنة ( 225 م.) وغير أسمها إلى ( أستر آباد ) أو (آردشير ) وأستمر ذكر ميسان حتى عام 340 م. بعد ذلك توقف النشاط التجاري لها ليتحول إلى منطقة فرات ميسان ( البصرة حاليا ) وهي العاصمة الإقليمية لدولة ميسان . ومن التسميات الشائعة لميسان( كوره دجلة ) والتي تعني مجموعه من القرى الواقعة على امتداد نهر دجلة كذلك وردت تسمية ( المذار ) عنوانا دالا على ميسان.
الأقوام والسكان الذين سكنوا ميسان هم من الأقوام العربية منذ أيام الإمبراطورية الآشورية ولكنهم سموا باسم الآراميين حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن ألآراميين هم سكان الجزيرة العربية ومن القبائل العربية التي سكنت ميسان ( يشكر والباهلة وبنو العنبر) وغيرها من القبائل. تشير بعض المصادر التي تعود للقرن الرابع الميلادي أن هناك قبائل من بني تميم وعبد ألقيس كانت تسكن ميسان وكانت هذه القبائل امتداد لقبائل واسط والبطحاء وكان سكانها قوم من بني كلب وقوم بني ثقيف.
يعود التحرير الإسلامي لميسان سنة ( 12 ) هجرية على يد القائد عتبة بن غزوان وذلك أثر معارك متعددة في منطقة المذار , حكم ميسان عدد من الولاة في العصر الإسلامي أمثال النعمان بن عدي بن عثمان والحسين بن الحر والقعقاع بن أشور في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
ألأنشطة:
مارس أهالي ميسان جملة من ألأنشطة ألاقتصادية ومنها الزراعة حيث اشتهرت أرض المذار بزراعة النخيل والأشجار وتربية الدواجن حيث كانت أراضي ميسان ذات خراجيه عالية وصلت في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) إلى عشرة آلاف درهم.
اشتهرت ميسان في عهد الدولة ألإسلامية ببعض ألأنشطة الصناعية مثل صناعة السجاد والحبال والثياب ومما يشير إلى أهمية وسعة النشاط الاقتصادي في محافظة ميسان وجود دور ضرب النقود وإصدار العملات النقدية وتنشيط الحركة التجارية حيث ظهرت أسماء ميسان في عملات دور ضرب النقود ألأموية في الفترة الواقعة بين ( 81-97) هجرية . احتلت ميسان من قبل القوات العثمانية عام ( 1861) وقد تولى أدارتها الوالي محمد نامق باشا الذي أنشأ فيها معسكرا كما أنشأ فيها دارا للحكومة (السراي) ومكتب تلغراف ومركز كمركي ومدرسة وعدد من الدكاكين, وأحتل الإنكليز ميسان سنة( 1915) حيث كانت تسيطر على المدينة القوات العثمانية وبعض العشائر ذات النفوذ الكبير مثل عشائر بني لام والبو محمد والتي يبلغ عدد نفوسها (250,000 ) مائتان وخمسون ألف نسمة وظل ألاحتلال البريطاني يحكم قبضته على المدينة حتى عام ( 1920 ) حيث أنهي الاحتلال وتم تشكيل الانتداب البريطاني الذي تولى إدارة شؤون المدينة عن طريق تشكيل دائرة المتصرف, وخلال فترة الانتداب وبين العامين( 1933 – 1958) أنشئ الجهاز ألإداري لمدينة العمارة وسمي بلواء العمارة الذي يمتد من منطقة علي الغربي شمالا إلى منطقة قلعة صالح جنوبا وتضم الوحدات الإدارية للواء مدينة العمارة, أما النواحي فهي المشرح وكميت والمجر الكبير ومسيعيدة والكحلاء, كما يضمن المركز عدد من الإحياء والأزقة التي توسطتها بعض المؤسسات المعرفية مثل المدارس ودار المعارف التي كانت منتشرة على جانبي احد الشوارع الرئيسية والذي سمي بشارع المعارف وتميزت هذه المرحلة بظهور نوع من النشاط الاقتصادي والتجاري كما شكل الجانب الزراعي الجزء الأكبر منه إضافة إلى ظهور حركة تجارية ملموسة في المدينة .
وفي العصر الحديث بعد فتره الملكية في العراق وقيام ثورة 14 تموز 1958م بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم أصبح هناك نوع من التساوي في توزيع الثروات على مدن العراق واستفادت محافظة ميسان من هذا التوجه كذلك وضعت تصاميم في البنى التحتية والمؤسسات والخدمات العامة وبعد استلام الأنظمة القومية والبعثية إدارة المدينة تأسست سياسة العشوائية في توزيع واستغلال الثروات مما أدى إلى تدهور كبير في وضع المدينة وعلى مختلف الصعد